دَعْوَتُنَا : لأَهْلِ القبلةِ جميعًا إلى التزامِ منهجِ السلفِ، والائْتِلاَفِ في إطارِ أهلِ السنَّةِ والجماعَةِ، والاجتماعِ على الكلمَةِ "كلمَةِ التوحيدِ" وإصلاحِ المجتمعاتِ على ضوءِ ذلك، وتجديدِ الدينِ، وحياةِ المسلمين؛ حتى ينهضوا من جديدٍ أمةً أفضلَ؛ تأمر بالمعروفِ وتنهَى عن المنكرِ وتؤمنُ باللهِ، وتقومُ بواجِبِ الدعوةِ والجهادِ.
: أخبار و تعليقات

  فتنة الروافض بالبقيع  
 

  فتنة الروافض بالبقيع:

 

يومَ الخميس 24/2/1430 هـ اجتمع عددٌ من الروافض عند البقيع بالمدينة المنورة وحاولوا إحداثَ فتنةٍ، واستمرت محاولاتُهُم أيامَ السبت والأحد والاثنين من الأسبوع التالي، ولكن الله تعالى أَبْطَلَ سَعْيَهُم، وردَّ كيدَهم في نحرهم.

ومما لَفَتَ النظرَ في تحركاتهم الخبيثة هذه ما يأتي:

1- أنَّ من شارك في هذه الفتنة هم من روافض القطيف، وبعضُهُم من روافض البحرين، وبعضُهُم من روافض المدينة.

2- أنهم استغلُّوا العنصرَ النسائي، ففي البداية اجتمع عدد كبير من النساء الرافضيات عند البقيع، وكان في وسطهن عددٌ من الروافض الرجال، يحرضونهن ويرتبون صفوفهن، وبعضُهُم اعْتَلَى شرفاتِ البقيع ومعه آلاتُ التصوير لتصوير ما خططوا لوقوعه من انتهاكٍ لحرمة أولئك النسوة، ولم يقع والحمد لله.

3- ظهورُ الحقدِ الرافضيِّ على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وعلى الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما وأرضاهما، وعلى أمهات المؤمنين، فقد تَسَلَّلَ اثنان من هؤلاء الروافض أثناءَ الشَّغَب إلى المواجهةِ الشريفةِ وبَصَقَا على الجهة التي فيها قبرا الصاحبين أبي بكر وعمر..

وهذا كفرٌ وردَّةٌ يُوجِـبُ شـرعًا إعدامَ هذين الرافضيين لكنهما لم يُعْدَمَا!

وهذا يحمل على التساؤل عن الحراسة المُفْتَرَضَةِ للقبور الشريفة كيف سَمَحَتْ لمثل هؤلاء الروافض بارتكاب هذه الفِعْلَةِ الشنيعةِ، هذا إذا كانت هناك حراسة تُذْكَر، والذي أعرفه أنه لا توجد حراسةٌ فَعَّالَةٌ من قوى الأمن: لا للمسجد النبوي ولا للقبور الشريفة، وفي مثل هذه الظروف المضطربة لا بد من حماية المقدسات بقواتٍ أمنيةٍ فَعَّالَةٍ، لا يكفي أفراد مدنيون للحراسة. وهذه الحراسة الأمنية الفعَّالة يجب أن تكون باستمرار: وتُضَاعف في المواسم، خاصة المواسم التي يأتي فيها الروافض إلى المدينة: إن حماية الأماكن المقدسة هي من أهم واجبات خدمة الحرمين الشريفين التي أُنِيطَ شَرَفُهَا بحكومةِ المملكة العربية السعودية، وقامت بها حتى الآن بجدارة.

4- لفَتَ الأنظار أن قوات الطوارئ التي كانت موجودة في المكان لم تقمع أحدًا ولم تستخدم القوة، وكانت رابطة الجأش لم يستطع الروافض استفزازها، وهذه حكمة في محلها، لأن خطة هؤلاء المشاغبين كانت مبنية على حدوث قمع يستغلونه إعلاميًا للتهييج والإثارة.

5- الناسُ هم الذين هجموا على هؤلاء الروافض وضربوهم بالعِصيِّ والسكاكين، لأن الروافض أنفسَهُمْ كانوا مُسَلَّحين بالعصيِّ والسكاكين، وقد أحدثوا إصابات كثيرة بالناس وبالجنود. ولما بَصَقَ الرافضيان النَّجِسَانِ على جهـة قبري الصاحبين: ورأى المصلون ذلك: هجموا عليهما وضربوهما: بل وحَمَلَ أحدُ المصلين - وهو باكستاني - أحدَهما وأَلْقَى به مُنكَّسًا في صندوق زبالةٍ كان خارجَ المسجد.

وسمعنا من شهود العيان من الناس أن الروافض لما تمكنوا من دخول البقيع في اليوم الأول أَلْقَوا النجاسات على قبور أمهات المؤمنين وعلى قبر الخليفة الراشد سيدنا عثمان، وسجدوا على قبور آل البيت، خاصة قبر "أم البنين"..

وصاروا يأخذون التراب من قبرها ويحملونه معهم، ويتعفَّرون به، وهذا يجعل السماحَ لهم بدخول البقيع مسألة فيها نظر..

لأن الإهانات الرافضية لقبور الصحابة وأمهات المؤمنين بالبقيع، وقبري الصاحبين بالمسجد النبوي تتكرر دائمًا كلما سنحت لهم الفرصة: ولذلك لا يجوز السماح لهم بدخول البقيع مطلقًا في جميع الأحوال، من يريد الزيارة منهم يسلم من خارج السور، وقد صُنع السور بشكل يسمح بذلك.

ولا يجوز السماح لهم بالدخول إلى المواجهة الشريفة بالمسجد النبوي ويجب أن تكون هناك حراسة مشدَّدَةٌ عندها من قواتٍ فَعَّالَةٍ  تستطيع مَنْعَ أي معتدٍ أثيم ينتهك حرمةَ المقدسات واعتِقَالَه.

6- يلفت النظر أيضًا إلى أنها خطة مدبرة أنه بعد هذا الشغب الرافضي بالمدينة تكلم أحدُ رؤوسِ الروافض بالمنطقـة الشرقيـة وهو "حسـن الصفار" وروَّجَ كذبًا لما زعم أنه قمع وهابيٌّ من قوات الأمن، ومن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للزوار الشيعة الأبرياء الذين لم يرتكبوا أي جرم - على حد زعمه -، وهذا كذب لا يُستغرب من رافضي، فإن قوات الأمن لم تقمع أحدًا بل كانت تتحاشى الاصطدام بهؤلاء مع حرصهم على الاصطدام بها، وقد حَلُمَتْ عليهم بشكل لفت الأنظار، أما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة فلم يكن أحد من أفرادها حاضرًا هذه الأحداث، كانوا والحمد لله يَغُطُّونَ في نومٍ عميقٍ.

7- كما يلفـت النظر أنَّ رأسًـا آخر من رؤوس الروافض وهو المدعو "ياسر الحبيب" قادَ مظاهرةً بلندن وأَلْقَى كلمةً أمامَ السفارة السعودية تَنْضَحُ خبثًا وكذبًا وحقدًا، هدَّدَ فيها بمنازلَةِ قواتِ الأمن السعودية وإشعالِ المعارك بالمدينة النبوية، وطالَبَ بإعادة أبنيةِ الشرك وأضرحة الخرافة على قبور آل البيت بالبقيع: وأعلَنَ ما كان يُتوقع أن يتكتَّموا عليه من نوايا خبيثة، وهي فَصْلُ المنطقة الشرقية عن المملكة وإنشاءُ "البحرين الكبرى"، وهذا يبيِّنُ للدولة عندنا مدى خطورة التهاون مع هؤلاء الروافض، وحقيقة أهدافهم وتحركاتهم، وهذه الوقاحـة في التهديد بالمنازلـة يدل على أنهم يخططون لصداماتٍ أخرى.

8- لُوحِظ كيفَ أنَّ الناسَ هم الذين قمعوا فتنةَ الروافض هذه المرة: فلماذا لا تفكر الدولة عندنا في إنشاء جيش شعبي من شباب أهل السنة، لمواجهة مثل هذه الاضطرابات في الحرمين، وهي مُتَوَقَّعَةٌ، بل ويُتَوَقَّعُ أن تتصَاعَدَ..

وَلْيُسَمَّ هذا الجيشُ "جيشَ الصحابة".

 

[ الحلقة القادمة عن الروافض أيضًا ]

 


حقوق النشر والطبع © 1429هـ فضيلة الشيخ عبدالعزيز القارئ . جميع الحقوق محفوظه
Copyright © 2008 alqary.net . All rights reserved

33487