قِيامُ الثَّوْرَةِ البُولْشَفِيَّةِ:
خلالَ وجودِ الشيخ "عبدِ الرحيم" في "خُوقَنْد" قامتْ في روسيا الثورةُ "البُولْشَفِيَّةُ" الشيوعيةُ سنة (1335) هـ (1917) م، وبعد موت زعيمها "لِينِين" اغتيالاً سنة (1343) هـ تولى الحكم "سِتَالِين"؛ وكان يهوديًا متوحشًا سَفَّاكًا للدماء؛ فسَامَ الناسَ سوءَ العذاب؛ وأصابَ بلادَ ما وراء النهر "تركستان" الكثيرُ من بطشِهِ؛ فقَتَلَ الملايين من مسلميها، وهجَّرَ الملايين، ونَفَى الملايين إلى "سِيبِرْيَا" ويكفي دلالةً على الإبادةِ الجماعيَّةِ التي ارتكبها هذا الوحـشُ الشـيوعيُّ أنَّ سـكانَ "تركسـتان" قبل الثورة الشيوعية كان تعدادهم (36) مليونًا؛ ثم بعد حملات الإبادة الستالينية صاروا (27) مليونًا تقريبًا() وربما أقل فقد ذكرت بعض المصادر أنهم (14) مليونًا().
وثارَ المسـلمون فأعلـنوا الجهادَ؛ وانطلقـت جحافل المجاهديـن من مدينـةِ "خُوقَنْد"() بقيادةِ العلماءِ؛ ثم انتشرت روحُ الجهاد انتشارَ النار في الهَشيمِ؛ فثارَتْ جميعُ مدنِ "تركستان"، خاصة مدينة "بخارى" فقد أعلن أَميرُها "محمد عالم خان" الجهادَ، وكان يقود جنودَه اللواءُ "أنورُ پاشا" التركيُّ؛ وكان قد جاء من "الآسْتَانَه" بعد سقوط الخلافةِ العثمانيةِ، وكان له يَدٌ في سقوطها هو و"طلعت پاشا" وزعيمُهُم "مصطفى كمال" اليهوديُّ "الدُّنْمِيُّ"؛ ولَمَّا اكتشَفَ "أنورُ پاشا" حقيقةَ المؤامرة التي شارَكَ فيها دون أن يعلم وأدرك فداحةَ الجريمةِ التي ارتكبها هو ورفاقُهُ في "جمعيةِ الاتحاد والتَرَقِّي"؛ أراد أن يكفِّرَ عن ذلك فالتحق بالمجاهدين في مدينة "بخارى"؛ الذين استفادوا من خبراته العسكرية، وارتفعت معنوياتُهُم بوجودِهِ معهم؛ واستُشْهِدَ "أنور پاشا" عند أبوابِ مدينةِ "بخارى" وهو يقاتل الجيوشَ الروسيةَ "البُولْشَفِيَّةَ" الكافرةَ سنة (1341) هـ، رحمه الله وغفر له.
وتكوَّنَتْ مجموعاتٌ للمجاهدين في مختَلَفِ مناطقِ "تركستان"، وكانوا يُسَمُّونهم "قُرْبَاشِيلاَر" أي الفدائيون، وشارَكَ في الجهاد "محمد أمين حاجِّي المرغلانيُّ" القُومَنْدَانُ السابقُ بالجيش التركي وصهرُ الشيخ "عبدِ الرحيم"، ووَضَعَ خبرتَه العسكريةَ في خدمةِ الجهادِ، وعُرِفَ بين الناس بـ"محمد أمين قُرْبَاشِي"؛ وأبلَى بلاءًا حسنًا في القتال ضد الروس الشيوعيين؛ وكنْتُ أسمع والدَنَا يتحدث عنه وعن صبره، وقوةِ شكيمتِهِ، وشجاعتِهِ: بمحبةٍ فائقةٍ واحترامٍ كبيرٍ..
جاءَهُم يومًا في جُنْحِ الظلام مُثْخَنًا بالجراح؛ بعد أن خَاضَ معركةً ناجحةً هو ومجاهدٌ آخرُ ضدَّ رَتْلٍ من الجنود الروس؛ وأَوْقَعَا بهم إصاباتٍ كبيرةٍ، واستُشْهِدَ رفيقُهُ، وقُتِلَ حصانُهُ، فتَسَلَّلَ ماشيًا حتى وصلَ إلى بيت صهره الشيخ "عبد الرحيم" في "خُوقَنْد" واستلْقَى على ظهره بعد ما خَلَعَ معظمَ ثيابِهِ إلا ما يستر العورةَ، وجاءت أختُهُ التي هي زوجةُ الشيخ "عبد الرحيم"، وأشعلَت النارَ وأَحْمَتْ فيها سِكينًا لِتَعْقِيمِهَا؛ ثم أخذَتْ تُخْرِجُ بها الرصاصاتِ التي أصابَتْه في ساعِدِهِ وفي فخذِهِ وهي تبكي شفقةً على أخيها؛ وهو نائمٌ قد عَلاَ غَطِيطُهُ؛ حتى استخرجَتِ الرصاصاتِ وضمَّدَتْ جراحَهُ وقبل الفجر بقليل خرج من عندهم، وركب فرسًا جديدة أعدَّهَا صهرُهُ الشيخ "عبد الرحيم" وذهَبَ؛ التحق مرةً أخرى بالمجاهدين.
استمرَّ هذا الجهادُ ضدَّ الروس الشيوعيين ثماني سنين؛ وكاد ينجح في إخراج الروس من البلاد؛ لكنه بدلاً من ذلك انتهى إلى الفشل الذريع؛ ولهذا الفشل أسبابٌ كثيرةٌ؛ من أهمها الدَّاءُ العُضَالُ الذي يُدَمِّرُ كلَّ أمةٍ إذا أصابَهَا؛ وهو التنازع واختلافُ الكلمةِ؛ لقد دَبَّ داءُ الفُرْقَةِ بين المجاهدين حتى صار بعضُهُم يقاتل بعضًا؛ وكان للعدو يَدٌ خبيثةٌ خَفِيَّةٌ في ذلك، ونسِيَ كثيرٌ من المجاهدين ذلك التحذيرَ الربَّانيَّ: (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [ الأنفال: 46 ] فذهبَتْ ريحُهُمْ شَذَرَ مَذَر.
ومن العوامل التي أسرعت بالفشل أنه اندس بين المجاهدين منافقون لبسوا مُسُوح الجهاد وهم أبعد الناس عن الجهاد؛ كانوا شراذم من عصابات اللصوص؛ انتهزوا الفرصة فهجموا على الناس يقتلون ويسرقون، ويغتصبون النساء، ويخطفون الأولاد والبنات، وهؤلاء اللصوص شَوَّهُوا صورةَ المجاهدين في نفوس الناس؛ إلا عند من يعرفهم، وكان الناس يسمون هذا الصنف ممن انتحل الجهاد "بَاصْمَاچِيلاَر" أي قطاع الطرق؛ أو اللصوص الذين يُغِيرُون على الناس..
ولما رأى "محمد أمين حاجِّي قُرْبَاشِي المرغلاني" الفوضى دَبَّتْ في صفوف المجاهدين، ورأى أولئك "البَاصْمَاچِيلاَر" المنافقين غلبوا على الساحة يئس من المجاهدين فاعتزلهم واختفى؛ اشتغل مؤذنًا في مسجد صهره الشيخ "عبد الرحيم" في "دِيرِزْلِيك مَحَلَّه" بخُوقَنْد؛ مُؤْثِرًا العُزْلَةَ والتَّفَرُّغَ للعبادة في حجرةٍ من الحجرات المحيطة بفناء المسجد الذي تتوسطه بركةُ ماءٍ تحيط بها الأشجار الباسقة..
ولكن المنافقين والوشاة والجواسيس لم يمهلوا "محمد أمين حاجِّي" كثيرًا؛ وحرموه من تلك العزلة الجميلة؛ جاءت قواتُ الروس ليلاً واعتقلوه وأخذوه إلى حيث لا يدري أحد؛ ومكث مُعْتَقَلاً في المعسكرات الرهيبة الستالينية ثلاثَ سنين؛ حَفِيَتْ خلالَها قَدَمَا الشيخ "عبد الرحيم" وهو يجري في كل جهةٍ لعله يسمع خبرًا عن صهره المعتقل؛ وأخيرًا عرف في أيِّ معسكر هو؛ وفي أيِّ ساعةٍ يخرج إلى الساحة مع زملائه المعتَقَلِين؛ ووقف الشيخ "عبد الرحيم" خلف الأسلاك الشائكة يتربص فرصةً سانحةً لرؤيةِ صهره، ومعه ولدُهُ الصغير "فتحُ الله" أو "عبدُ الفتاح"، وفي صدر الغلام لهفةٌ لرؤيةِ خالِهِ؛ وتحقَّقَ لهم ذلك؛ ها هو "محمد أمين حاجِّي" وسط الصفوف؛ كان كالشبح من شدةِ الهُزَال؛ ذلك البطل القوِيُّ البُنْيَةِ الشديدُ الشَّكِيمَةِ صار جلدًا على عظم، وانهمرت دموعُ الشيخِ "عبد الرحيم" حزنًا على صهره المجاهد؛ وأما الصغير "فتحُ الله" فإنه لما لَمَحَ خالَهُ صاحَ بأعلى صوته: خَالِي خالِي. وانتبه "محمد أمين حاجِّي" للصوتِ فالتفت إليهم ورآهم من بعيد؛ ورفع يده مُلَوِّحًا؛ وصار الشيخ "عبد الرحيم" يردد: إنه حَيٌّ إنه حَيٌّ الحمدُ للهِ على ذلك. وانتبه حراسُ المعسكر لهما؛ فأقبل عدد منهم وضربوا الشيخَ "عبد الرحيم" بكعوب البنادقِ حتى أَدْمَوْا وجهَهُ؛ وسارَعَ بحمل ابنِهِ الصغير وَوَلَّى هاربًا ولم يُعَقِّب..
لكنَّ الشيخَ "عبدَ الرحيم" بعدما تأكد من أن صهره على قيد الحياة بدأَ السعيَ لإنقاذِهِ؛ بَذَلَ كلَّ وسيلةٍ ممكنةٍ؛ ووسَّطَ بعضَ كبار الموظفين في الشرطة وفي غيرها من الدوائر ذاتِ العلاقة مِمَّنْ كانوا من تلاميذه ويكتمون إيمانَهُم؛ وبَذَلَ كثيرًا من الأموال أُعْطِيَتْ رشَاوَى للروس؛ حتى تَمَّ إطلاقُ سراح "محمد أمين حاجِّي"، والتأَمَ شَمْلُ الأسرة بعد محنةٍ رهيبةٍ مَريرةٍ، ولا تَسَلْ عن البكاءِ والعويلِ حُزْنًا على حالةِ محبوبِهِم الجسديةِ؛ وفرحًا بنجاته وإطلاق سراحه؛ مشاعرُ متناقضةٌ اتحدَتْ في البكاء.
أما المنافقون الذين وَشُوا بِهِ وكانوا السبب في محنته ثلاثَ سنين فقد صُعِقُوا وأُسْقِطَ في أيديهم لما علموا بإطلاق سراحه وأنه الآن في "دِيرِيزْلِيكْ مَحَلَّه"؛ وتملكهم الرعبُ لسببين:
أولهما: أنَّ إطلاق سراحه كان مستحيلاً فإنَّ التهمةَ المُلْصَقَةَ بِهِ كانت كفيلةً بإعدامِهِ؛ أما وقد تمكَّنَ الشيخُ "عبدُ الرحيم" من إطلاق سراحه فهذا يدل على أنَّ له واسطاتٍ عليا قويةً.
ثانيهما: ما يعلمونه من تاريخ "محمد أمين حاجِّي قُرْبَاشِي" الجهاديِّ وشدةِ بطشِهِ بالأعداءِ، وسرعةِ فَتْكِهِ بالخونةِ والعملاءِ؛ فأيقنوا بأنَّ انتقامَهُ منهم آتٍ لا محالَةَ بمجردِ أن يستردَّ عافيتَه؛ فهرَبَ بعضُهُم من المحلَّةِ، وانخنَسَ الباقون في جحورهم يترقَّبُونَ؛ ولو عَلِمَ هؤلاءِ وهؤلاءِ أنَّ "محمد أمين حاجِّي" قد قرر أن يتفرَّغَ للعبادة ويعتزلَ الناسَ؛ ويتوقَّفَ عن القتال لما دَبَّ الرعبُ في نفوسِهِم الشريرةِ..
وبعد فترةٍ وجيزةٍ مَرِضَ الشيخُ "عبدُ الرحيم" ثم توقَّفَ قلبُهُ عن العمل؛ وتوفِّيَ عن عمرٍ يناهز الثالثةَ والستين؛ لم يتحمَّلْ قلبُهُ الكبير أكثَرَ من ذلك..
وبعده بستةِ أشهر تُوفِّيت زوجتُهُ المُحِبَّةُ ولحِقَتْ به؛ وبقِيَ الصغارُ في كفالةِ خالِهِم، ورعايةِ تلميذِ أبِيهِم الشيخ "محمد أَعْظَم الحُسَيْنِيِّ" الذي خَلَفَهُ في الدرسِ في مسجدِهِ في "دِيرِيزْلِيكْ مَحَلَّه".
وبعد بضعة أشهر من وفاة الشيخ "عبد الرحيم" هاجر "محمد أمين حاجِّي" إلى "أفغانستان"؛ فقد جاء من المُحبِّين من حذَّره وأخبره بأن الروس يُعِدُّون لاعتقاله من جديد. الشيخ محمد أعظم الحسيني
وتفرَّقَ الأولادُ: عبدُ الله لحق بخاله في "أفغانستان"، وحبيب الله ذهب مع أحد تلاميذ والده ومحبيه، واختفى لا يُدرَى أين أرضُهُ، ثم سُمِعَ خبرٌ بأنه في إيران، ومنها انتقل فيما بعد إلى الحجاز واستوطنَ "مكةَ المكرمةَ"، وبقيَ الصغيران "فتحُ الله" أو عبد الفتاح وعمره ثمان سنين، و"نصر الله" وعمره ست سنين بقيا في كفالة الشيخ "محمد أعظم الحسيني" الذي واصَلَ وظيفةَ أستاذِهِ الشيخ " عبد الرحيم " في درسِهِ بالمسجد؛ وتقاطَرَ التلاميذُ والشبانُ على حلقتِهِ؛ يدرِّسُهُم القرآنَ، وما تَيَسَّر من العلوم الشرعية كما كان يفعل أستاذُهُ..
واستمرَّ هذا العطاءُ رغم فسادِ الأحوالِ وتخريبِ "البَلاَشِفَةِ" لكلِّ شيءٍ وسيطرتِهِم على كل شيءٍ باسم الثورة، وطبيعيٌّ ألا يكونوا راضين عن نشاط الشيخ "محمد أعظم" في مسجده؛ خاصةً وهم يرون التفاتَ الشبانِ إلى دَرْسِهِ، والتفافَ التلاميذ حوله، وبدأت المؤامراتُ والوشاياتُ؛ وفي يومٍ أَغْبَرَ جاءت المخابراتُ "البُولشَفِيَّةِ" واعتقلت الشيخ "محمد أعظم" ووجدَتْ معه في الدرس تلميذًا واحدًا هو "فتح الله" أو عبد الفتاح، ولكن لصغر سنه لم يعتقلوه مع أنه ضُبِطَ بالجُرْمِ المشهود وهو دراسةُ الدين؛ وكان الشيوعيون يُسَمُّون علومَ الدين "الرُّوحَانِيَّاتِ الرَّجْعِيَّةَ" وأُحِيلَ الشيخُ "محمد أعظم" إلى المحاكمة ومعه التلميذُ الصغيرُ "فتحُ الله"، وحُكِمَ على هذا التلميذِ الذي وقَفَ في المحكمةِ "البُولْشَفِيَّة" رغم صغر سنه _كان في الثامنة من عمره_ بغرامةٍ مالية قدرها ثلاثون روبلاً؛ إنها أخلاقيات الثورة!! وحُكِمَ على الشيخ "محمد أعظم" بالسجن ستةَ أشهر..
وبعد بضعةِ أيام جاءه في السجن ضابطٌ كبيرٌ أوزبكيٌّ "بولشَفيٌ" جاء سرًا وفي جُنْح الظلام وأخرجه من السجن، وعرَّفَه بنفسه إنه أحد تلاميذ شيخه الشيخ "عبد الرحيم"، الْتحَقَ بالبلاشفةِ وهو يكتم إيمانَهُ، ونَصَحَ الشيخَ "محمد أعظم" قائلاً: لا تَبْقَ هذه الليلةَ في "خُوقَنْد" لأن البلاشفة قرروا إعدامَكَ فجرًا؛ ووَجَدَ الشيخُ بعضَ الأدلاء من التركمان أعدَّهم بعضُ محبيه بالتنسيق مع ذلك الضابط؛ وخرجوا به إلى الحدود المتاخِمَةِ لأفغانس تان، واختَبَأَ في إحدى القرى أيامًا حتى هَدَأَ الطلبُ؛ ثم جاءه أولئك التركمان وتجاوزوا به النهرَ إلى داخل "أفغانستان"، ويُقْصَدُ بالنهر "جَيْحُون" وهو الذي يفصل بين "أوزبكستان" و"أفغانستان"؛ واستقرَّ المقامُ بالشيخ "محمد أعظم" في بلدةِ "أَنْدْخُويْ" الأفغانية، وبعد شهر أو أكثر لحِقَتْ به ابنته "سارة" ولم يكن له من الولد غيرُهَا، ولحِقَ به ابنا شيخه: "فتحُ الله" أو عبد الفتاح، و"نَصْرُ الله"، وأخواه: "المُرْتَضَى" وكان الشيخ مرتضى الحسيني
حافظًا متقنًا ذا صوت جميل يخلب الألبابَ، و"مُوسَى" وكانت له عنايةٌ بالأعشاب والطب الشعبي..
وأقَامَ الجميعُ في "أَنْدْخُوي" بضعَ سنوات؛ كانت هانئةً جميلةً بَرَزَ فيها الشيخ "محمد أعظم" بعلمِهِ حيث فَتَحَ درسًا ومَقْرَأَةً في أحد مساجد "أَنْدْخُويْ" واشتُهِرَ أخوه "المُرْتَضَى" بالقراءة، حيث كان يصلِّي التراويحَ في رمضان، ويرتِّلُ ترتيلاً يملك القلوبَ؛ فصار أعيانُ "أَنْدْخُوي" يتسابقون إليه ليصلِّي في مساجدهم؛ فكان يختم كلَّ سَبْع ليالٍ ختمةً فيجمع ثلاثةَ مساجد أو أكثر في كل رمضان،ولما اشتَدَّ عودُ "فتحِ الله"، صار يأخذه معه ليشاركه في التراويح، فصارا كفَرَسَيْ رهانٍ في قوة الحفظ وحسنِ الصوتِ وجمالِ القراءةِ، فانكبَّ عليهما الناسُ من سائر الأنحاء.
[ في الحلقة التالية: الرحلة إلى الحجاز ]
|