دَعْوَتُنَا : لأَهْلِ القبلةِ جميعًا إلى التزامِ منهجِ السلفِ، والائْتِلاَفِ في إطارِ أهلِ السنَّةِ والجماعَةِ، والاجتماعِ على الكلمَةِ "كلمَةِ التوحيدِ" وإصلاحِ المجتمعاتِ على ضوءِ ذلك، وتجديدِ الدينِ، وحياةِ المسلمين؛ حتى ينهضوا من جديدٍ أمةً أفضلَ؛ تأمر بالمعروفِ وتنهَى عن المنكرِ وتؤمنُ باللهِ، وتقومُ بواجِبِ الدعوةِ والجهادِ.
: أخبار و تعليقات

  زلازل المدينة  
 

 

زلازل المدينة

في شهر جمادي الآخرة من هذا العام (1430) هـ حدثت سلسلة من الزلازل في المدينة النبوية وما حولها من "العيص" وقراها وحرارها؛ خاصة حرة "الشاقة"؛ تراوحت قوة هذه الزلازل من (3) درجات إلى (5) درجات، وتصاعدت الغازات من شقوق الحرة؛ حرةِ المدينة النبوية حتى أزكمت الأنوف، وحدثت شقوق عظيمة وتصدعات ضخمة في حرة الشاقة، أحد هذه الشقوق امتد لأكثر من (15) كيلاً بعرض ثلاثة أمتار إلى ثلاثين مترًا..

وتحدَّثَ بعضُ شهود العيان بأنهم رأوا الأرض في حرة الشاقة انتفخت فجأة مُحْدِثَةً قبةً ضخمةً، ثم تراجعت وانْخَفَسَتْ.

ورئيسُ هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور "زهير نواب" يُحذِّر من تصديق مثل هذه الأخبار؛ لكنه هو لا يعطي أيَّ معلومات؛ فكأنه اعتمد أسلوب التعميةِ وإخفاءِ الحقائق؛ فتقرأ له تصريحات تملأ صفحة كاملة من الجريدة ولا تخرج بشيءٍ؛ وعذره أنه لا يريد تخويفَ الناس، أو إثارةَ الذعر بينهم، وهذا ينافي المقصَدَ الشرعيَّ؛ فإن الزلازلَ والبراكينَ، وخسوفَ القمر وكسوف الشمس، إنما تَحْدُثُ لتخويفِ العباد، ورَدْعِهِم عما هم فيه من غفلةٍ وعصيانٍ، وربما كانت الزلازل والبراكين من قبيل العقوبات إذا أحرقت الأخضر واليابس وقتلت الناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشمسَ والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بهما عباده" [متفق عليه]

ويلفت النظر في زلازل المدينة أنها لم تأت بغتة، كما هو شأنها في أنحاءَ أخرى من العالم؛ بل وقعت شيئًا فشيئًا وتصاعدت بالتدريج حتى لامست حافة الخطر ثم تراجعت؛ فذو البصيرة يحس بأنها تحذيراتُ رءوفٍ رحيمٍ أغضبه مِمَّنْ يحبُّ شيءٌ أو أشياءُ فهو ينذره برقةٍ ورحمةٍ..

وواضح أنها إنذاراتٌ لأهل المدينة أكثَرَ من غيرهم؛ ولولا أنه فيهم من يستغفرون اللهَ، وبين ظهرانيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مدفون في قبره الشريف لربما وقع العقاب؛ لكثرة المعاصي وانتشار المفاسد..

)وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ( [الأنفال: ٣٣]

وَلْيُعْلَمْ أن كثرة الزلازل من علامات الساعة وأشراط يوم القيامة..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يُقْبَضَ العِلْمُ، ويتقَارَبَ الزمان، وتكثر الزلازل، وتظهر الفتن، ويكثر الهَرْجُ" قيل: الهَرْجُ أَيُّمَا هو يا رسول الله؟ قال: "القتل القتل". [رواه أحمد والبخاري]

وقد تكون الزلازل والبراكين منذرةً بما بعدها من مصائـبَ جِسَامٍ، فمِمَّا يدعو للتأمل أن نار الحجاز وهي بركان عظيم خرج من الجنوب الشرقي للمدينـة خرجـت سنـة (654) هـ، وأن سقوط بغداد على أيدي التتار سنـة (656) هـ أي بعدها بسنتين، فهل من مدَّكِر؟!

                                 إحدى الحرات الواقعة في منطقة المدينة المنورة

 


حقوق النشر والطبع © 1429هـ فضيلة الشيخ عبدالعزيز القارئ . جميع الحقوق محفوظه
Copyright © 2008 alqary.net . All rights reserved

33480