دَعْوَتُنَا : لأَهْلِ القبلةِ جميعًا إلى التزامِ منهجِ السلفِ، والائْتِلاَفِ في إطارِ أهلِ السنَّةِ والجماعَةِ، والاجتماعِ على الكلمَةِ "كلمَةِ التوحيدِ" وإصلاحِ المجتمعاتِ على ضوءِ ذلك، وتجديدِ الدينِ، وحياةِ المسلمين؛ حتى ينهضوا من جديدٍ أمةً أفضلَ؛ تأمر بالمعروفِ وتنهَى عن المنكرِ وتؤمنُ باللهِ، وتقومُ بواجِبِ الدعوةِ والجهادِ.
 
  ماذا يفعل الباطنيون بالشام
 

ماذا يفعل الباطنيون بالشام

إنهم يقتلون المسلمين قتلاً ذريعًا؛ قتلاً عامًا؛ بحقدٍ وتشفٍّ ظاهرين، يقتلون الشباب والشيوخ، والنساء والرجال؛ حتى الأطفال؛ ويغتصبون الفتيات قبل قتلهن؛ ويتعمدون إذلالَ أهل السنة؛ يدوسون بأرجلهم على رقابهم؛ ويقفون على ظهورهم وهم مُلْقَوْن على وجوههم على الأرض؛ بل ويرقصون فوقهم وهم أحياء، ويجبرون من يقع بين براثنهم على الكفر:

- قل لا إله إلا بشار الأسد..

كل ذلك شاهدناه موثَّقًا على شاشات الفضائيات؛ ولو استمر هذا القتل العام الممنهج فقد يقضي على شباب سورية وعلى رجالاتها، فإن المقصود منه ظاهر للعيان وهو الإبادة.

وهذا نهديه لتلك العمائم المنافقة كالدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والمفتي حسون وأمثالهما ممن وقفوا مع هؤلاء الكفرة ضد شعبهم.

ولكن ما هذا الحقد الدفين الذي تفجَّر في هذه المحنة من قلوب هؤلاء النصيريين الروافض.

ألا يفتح العُمْيَانُ أعينَهم فيبصرون حقيقةَ الروافض والباطنيين؛ هناك عُميان بيننا نحن أهل السنة ما زالوا يثقون بالروافض؛ بمجوس إيران، وبحزب اللات؛ وهذا غباء منقطع النظير؛ هؤلاء إذا كانوا لم يقرؤوا التاريخ ألا يبصرون الواقع؛ ماذا فعل الروافض في العراق بأهل السنة فيها؛ وكيف كان "أبو درع" وأمثاله من مجوس إيران يثقبون أدمغة رجالات أهل السنة بالمثقاب الكهربائي، وكم قَتَلُوا من أهل السنة بالعراق، يقاربون المليون؛ كلهم قَتَلُوهم غِيلةً؛ ثم بعد ذلك نُصدَم بقادة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" يذهبون إلى إيران المجوسية يطلبون الدعم؛ يا له من عَمًى سياسيٍّ.. لماذا غَضُّوا النظر عن آلاف الضحايا بالعراق من إخوانهم الذين ذُبحوا بسكاكين إيرانية؟ أيجوز ذلك شرعًا؟ ألاَّ يقيموا وزنًا لدماء إخوانهم من أهل السنة بالعراق ولبنان؟

ونفس القول في أهل الشام "سورية"، أيجوز أن نغض الطرف عن ذبحهم يوميًا في غزوات "نصيرية"؟ رافضية؟ إن هؤلاء الصامتين المتخاذلين كلهم شركاء في الجريمة!! ودولُ الجوار، والعالمُ العربي الذي تمثله تلك الجامعة المشلولة الكسيحة، والعالمُ الإسلامي الذي لا يمثله أحد؛ فمنظمة المؤتمر الإسلامي منظمة فنون وخط وزخرفة ولا شيء أكثر من ذلك؛ فرحنا زمنًا بـ "أردوغان" فإذا به يتكلم كأنه السلطان عبد الحميد، ويفعل كأردوغان، إنه يتصرف بمنطق السياسي لا بمنطق الزعيم الإسلامي، وإلا فماذا ينتظر؟

مسألة أخرى: ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الكعبة: "لا إله إلا الله، ما أطيبك وأطيب ريحك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمةً منكِ. إن الله جعلكِ حرامًا، وحرَّم من المؤمن مالَهُ ودَمَه وعِرْضَه، وأن نظنَّ به ظنًّا سيِّئًا"([1] ).

إن حرمة الكعبة ومكانتها في حياة المسلمين "استراتيجية" كبرى؛ دل على ذلك قوله تعالى: جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ([2] )، ولكن الاستراتيجية الأعظم هي المحافظة على حرمات المسلمين: دمائهم؛ وأعراضهم؛ وأموالهم.

ولذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم سَفْكَ دمِ المسلمِ ذنبًا لا يُغفَر:

عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ ذنبٍ عسى الله أن يغفره إلا الرجلَ يموت كافرًا، أو الرجلَ يَقْتُلُ مؤمنًا متعمدًا"([3] ).

فهل حَسَبَ الأستاذ "أحمد داود أوغلو" مُنظِّر السياسة التركية لذلك حسابه عندما وضع استراتيجياته، إذن ما باله هو و أردوغان و ﮔول  يتفرجون على المسلمين من أهل الشام يُقَتَّلُون بدم بارد كلَّ يوم وتُنْتهك أعراضهم ولا يتحركون؛ نضرب المثال بتركيا لأنها الوحيدة من دول الجوار المؤهَّلةُ للتدخل؛ ومثلها "السعودية" ومصر..

أما إيران فعدو حاقد مرير، ومثلها العراق الرافضي، وها هما يسهمان في دعم آلة القتل النصيرية؛ هما وحزب اللات في لبنان.

مسألة ثالثة: إن إيران ليست شيعية كما يَدَّعُون، إنها رافضية مجوسية؛ فشيعة آل البيت أي أنصارهم ومحبوهم؛ وهذا لا ينطبق إلا على أهل السنة، فهم الشيعة الحقيقيون، أما الروافض في إيران ومن تبعهم من حزب اللات في لبنان؛ فهم مجوس؛ وأوضح دليل على ذلك احتفاء الإيرانيين بابي لؤلؤة المجوسي الذي قَتَلَ سيدَنَا عمرَ بْنَ الخطاب غيلةً، وكان غلامًا مجوسيًا؛ يسميه الإيرانيون "أبا شجاع"؛ وبنوا له ضريحًا كبيرًا؛

أيحتفل مسلم بمجوسي؟! ما لكم كيف تحكمون؟!

وهذه مسألة تحتاج منا إلى دراسة مفصلة في مقام آخر. إن شاء الله..

لكننا نعود إلى موضوعنا عن أهل الشام؛ الشامُ مهدُ الأنبياء، والأرضُ المباركة المقدسة، كنانةُ الله في أرضه، لا يجوز تركها هكذا فريسةً رخيصةً في يد وحوش الروافض؛ إن هذه التي كانت تُسمَّى حكومةً ودولةً بالشام أثبتت أنها مجرد عصابة إجرامية؛ "مافيا"؛ فهذا الذي صنعوه ليس تصرفات دول؛ إنما هي تصرفاتٌ "مافياوية" فمن لا يزال يتعامل معهم على أنهم دولة عليه أن يفتح عينيه قبل أن تصله شرورهم.

لقد أثبت أهل الشام بطولةً نادرةً، خرجوا عُزْلاً لا سلاح بأيديهم يواجهون آلةَ بطشٍ رهيبة، وفي صمود وإصرار يثيران الإعجاب، فلله درهم ما أَشْجعهم وما أَصْبرهم، اللهم ثَبِّتْهُم وانصرهم على من بَغَى عليهم، وارحم شهداءهم..

لقد ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة، وعلى العرب والمسلمين أن يؤازروهم وينصروهم..

علينا هنا في المملكة العربية السعودية واجب أكثر من غيرنا أن ندعم إخواننا في الشام بكل وسيلة ممكنة، ومن أهم هذه الوسائل القنوتُ والدعاءُ في الحرمين، فما بال بعض الخطباء بخلوا حتى بهذا الواجب؛ بعضهم يقول: اللهم انصر المستضعفين في كل مكان، ولا ينص على أهل الشام وهم المنكوبون المستضعفون الآن؛ فمن ماذا يخاف هذا البارد؟ لماذا لا يدعو صراحةً لإخوانه؟ وهذا أضعف الإيمان أن ندعو لهم في هذه الأماكن المباركة لعله يستجاب لنا..

مسألة رابعة: ونحن نرى موقف إيران المجوسية وهي تدعم آلة القتل النصيرية؛ نتذكر ماذا فعلوا بإخواننا أهل السنة في إيران؛ فقط من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة قتلوا ستة مشايخ؛ أولهم الأستاذ محمد ضيائي؛ وجريمتهم أنهم أنشأوا مدارسَ في قراهم السنية في إيران!!

ولم ننس بعدُ كيف قمعوا المتظاهرين في شوارع طهران؛ ممن اعترض على طريقة انتخاب الرئيس نجاد، والآن هناك خبراء إيرانيون في القمع يساعدون وحوش النصيريين على قتل إخواننا في سورية؛ يستعين بهم (بشار الوحش)..

أما روسيا فتاريخها في القمع لا ينَافس؛ دَعْكَ من المتوحش "ستالين" الذي قتل أكثر من عشرين مليون إنسان، ولكن بعد ستالين ماذا فعل الروس بإخواننا من مسلمي الشيشان، كم قتلوا منهم، وكم هجَّروا؛ أين سكان العاصمة "جروزني" وكيف دُمِّرت هذه العاصمة الجميلة..

لقد قتل الروس في تاريخهم أكثر من سبعة عشر مليونًا في أوزبكستان وحدها، وقتلوا الملايين من سكان "القِرِم"؛ كيف ينسى المسلمون جرائم الروس الوحشية؟

لماذا ننسى كوارثنا، ونسامح أعداءنا؛ لا يجوز ذلك!

أما الصين الشيوعية فمن أشرس الدول الاستعمارية، ماذا فعلت بالمسلمين في "تركستان الشرقية" التي تسميها "سينكيانغ" حتى ينساها المسلمون؛ هذه دول استعمارية قامت على القتل والقمع؛ لذلك ليس غريبًا أن تُسْفِرَ اليوم عن وجهها القبيح وتؤيد آلة القتل النصيرية في الشام.

مسألة خامسة: هذه الثورة السورية ينبغي أن تُسمَّى "ثورة المساجد"، الشعب السوري من أكثر الشعوب العربية تدينًا وتَمَسُّكًا بإسلامه؛ لذلك ليس غريبًا أن يكون منطلق الثوار من المساجد، وأن يكون شعارهم التكبير، والتوحيد: "لا إله إلا الله"، "يا الله مالنا غيرك يا الله" ونحو ذلك من الشعارات التي رفعها المتظاهرون ولا يمنع ذلك من أن يكون ضمن صفوفهم، غير المسلمين مِمَّن يؤيد الثورة، من مُكوِّنات الشعب، كالنصارى، والآشوريين، والعلمانيين.

لكن بعض العلمانيين لا يستطيع أن يخفي عداءَهُ للإسلام مثل "هيثم مَنَّاع" فقد استنكر خروجَ المظاهرات من المساجد، واقترح ألا تخرج من المساجد؛ وتبعًا لذلك لعله يقترح أيضًا ألا يرفعوا شعارَ التوحيد ولا التكبير؛ يا له من علماني وقح؛ مثله يجب تطهير الصفوف منه، لأن هذا النوع لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ([4]).

وليس مثله "برهان غليون" مع أنه علماني، فهو رجل مفكر وحكيم، لكنه مع ذلك يؤكد أن الإسلاميين نسبتهم قليلة جدًا في الثوار؛ إن كان يعني "حزبَ الإخوان المسلمين" فنعم، لكن ينبغي ألا ينسى أن الشعب السوري المسلم كلهم إسلاميون، والموعد صندوق الانتخابات.



( [1] )     رواه الطبراني في المعجم الكبير 11/37، والهيثمي في مجمع الزوائد 3/292 وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه الحسن بن أبي جعفر، وهو ضعيف، وقد وُثِّق".

( [2] )     سورة المائدة، الآية: 97.

( [3] )     رواه أحمد والنسائي.

( [4] )     سورة التوبة، الآية: 47.






حقوق النشر والطبع © 1429هـ فضيلة الشيخ عبدالعزيز القارئ . جميع الحقوق محفوظه
Copyright © 2008 alqary.net . All rights reserved

33484